باب همزة الوصل
وقبلَ همزِِِ الوصلِ إن بالضمِ هَل ضُمَ سكونَ اللفظِ عندما تَصِل
إنِ اِمرؤٌ خَصِّصْهُ بالكسرِ وَفي كسرٍ وفتحٍٍ كسرُهُ حقٌ وُفي
أَلحِقْ بهِ الذي تُمِنَ واصِلا وأبدأْ بِأُتُمِنَ واقْصُر فاصِلا
وهمزة الوصل هي همزة تُضم وتُكسر عند البدء بها فقط، فهي ليست همزة حقيقية ولكن فقط تأتي عند البدء بالكلمة، فهي تسقط في الوصل وفي البدء نَجلِب لها علامات الاعراب.
وهذه الهمزات مثل التي تبدأ بها كلمات "انظر" و"اركض" و"اعبدوا" و "اخرج"..ليست همزة في الحقيقة قطعية ولكن همزة نبدأ بها الكلمة لكن لو وصلنا سقطت ولا تنطق.
**وقبل همز الوصل ان بالضم هل..يعني إن همز الوصل كان ضما يهل، يعني إن كنا نضمها عند البدء تبعا لاحكام التجويد كما ذكر في الجزرية }وابدأ بهمز الوصل من فعل بضم، إن كان ثالث من الفعل يضم، واكسره حال الكسر والفتح وفي، الاسماء غير اللام كسرها وفي{..فان كانت همزة الوصل مضمومة مثل كلمات "اُعبُدوا" أو "اُنقُص منه قليلا" أو "اُخرُج عليهن".. لان ثالث حرف في الفعل مضموم. فان "ورش" في هذه الحالة يضم سكون اللفظ حال الوصل.. اي اذا جاء قبل هذه الهمزة سكون لفظي فاننا نضم هذا السكون، بعكس "حفص" الذي يكسره.. فيقرأ مثلا "قالتُ اخرُج" بضم تاء قالت بينما حفص يقرأها "قالتِ اخرُج" بكسره.
اي ان ورش هنا غلب حكم البدء بهمزة الوصل علي الساكن فحرك الساكن به. فكل ما كان بالضم يحرك الساكن اللفظي قبلها بالضم.
** إن امرؤ خصصه بالكسر ..هذا احتراز فقط ولا يلحق الحكم. فهذه الكلمة "إمرؤ تلحقها علامات الاعراب كما هو معلوم فلا نقول هنا "اُمروء" بضم الهمز ولكن نكسرها "إمروء".
**وفي كسر وفتح كسره حق وفي.. يعني أما ان كانت همزة الوصل مكسورة لان ثالث الفعل مكسور او مفتوح فهمزة الوصل هنا تكسر أيضا مثل حفص.
**ألحق به الذي تُمن واصلا. وابدأ باُتمن واقصر فاصلا.. كما ان كلمة "الذي اؤتُمن" تلحق بهذا الحكم فتقرأ " الذي تُمن" واذا بدأنا القراءة بكلمة اؤتمن نقرأها "أُتُمِن" دون ان نمد البدل فيها.
باب هاء الكناية
ما كانَ من هاءِ الضميرِِ مفرداَ مذكَراً وغائباً وزائداَ
وآخِراً بينَ مُحَرَكَينِ صِلْهُ عدا يرضَهْ بغيرِ مَيْن
واكسِرْ عليهِ اللهَ أنسانيهِ وقافَ يَتَّقِهْ بِوَصْلِ هائِهِ
هذا وصف هاء الضمير (او هاء الكناية).. ان تكون مفردة ومذكر وزائدة وضمير غائب ، فمثلا كلمة "فاكهة" الهاء التي في الكلمة ليست زائدة ولا ضميرا غائبا ولا مذكرا، ولكنها مثل "عليه" فالهاء هنا ضمير مفرد وغائب وزائد، وهذه التوصيفات لابد ان تكون موجودة ولو اختل منها وصف او شرط فهي اذن لا تكون الهاء المقصودة بالكناية.
** وآخرا بين محركين..يعني ان تكون الهاء في آخر الكلمة وان تكون بين محركين.. وهذا شرط هاء الكناية التي يقرأها ورش بالصلة، فلا يجوز ان يكون قبلها ساكن وبعدها متحرك او العكس وإنما لابد ان يكون قبل هذه الهاء متحرك وبعدها متحرك، فمثلا في قوله تعالي "فيهِ هُدي للمتقين" هنا الهاء في كلمة "فيه" بعدها مضموم ولكن قبلها ساكن. وبالتالي فاننا لا نصلها، بينما في مثل قوله "ويتقِهِ فَأولاءك" او "ارجِهِ وَاخاه" هاء الضمير هنا بين حرفين متحركين فنمدها مد صلة حركتين، وان كان بعد الهاء همزة قطع فنمدها مد مشبع مثل القاعدة المعروفة.
**عدا يرضه بغير مين.. فمثلا في قوله "يرضَهْ لَكم" فهنا هاء الضمير بين محركين ولكن ورش يسكنها ولا يصلها، فقد استثني هذه الكلمة "يرضه" لانه يري ان اصلها "يرضاه لكم" وحذفت الالف ،وهذا المد الالف قبل الهاء هو حرف ساكن وبالتالي فهو ينتفي مع شروط وجوب مد الصلة.
**واكسر عليه الله أنسانيه.. وفي قوله "وما أنسانيهِِ إلا الشيطان" ويقولها حفص "أنسانيهٌ" بالضم علي اصل الضمير انه دائما هو. ولكن ورش هنا اعادها لمجاورتها للياء فقال "انسانيهِ"بالكسر، وكذلك الهاء في "عليهِ الله" في "ومن أوفي بما عاهد عليه الله" فيضمها حفص بينما يكسرها ورش.
**وقاف يتقه بوصل هائه.. وهذا الشطر احتراز فقط لان البعض يسكن الفاق في كلمة "يتقه"، وهذا التسكين جعلنا ننبه علي هذه الكلمة مخصوصة انها تدخل ضمن القاعدة المتقدمة ونلحق بهاء الضمير بها مد الصلة.
موضوع: تفريغ شرح باب همزة الوصل ( لالىء النقش في رواية ورش) 
الأربعاء سبتمبر 21, 2011 9:15 am