شرح منظومة العِقْدُ السَّنِى فى رواية السوسى لناظمه الشيخ يحيى حسن المريجى المحاضر بمعهد الإمام الشاطبى بجدة
منظومةُ العِقْدُ السَّنِيّ
بَدَأْتُ بِالْحَمْدِ لَهُ تَعَالَى............ ثُمََّ مُصَلِّياً عَلَى مَنْ قَال
عَنِ الْقُرَانِ خَيْرُكُمْ مِنْ عَلَّمَه ........نَقَلَهُ مِنْ بَعْدِ مَا تَعَلَّمَه
فَهْوَ إِذنْ مَعَ اُلْكِرَامِ اُلْبَرَرَة ..........وَحَاضِراً نَبِيَّهُ وَكَوْثَرَه
سَــيدِنا مُحَمّدٍ وَآلــِهِ ...........وَصَحْبِهِ وَتَابِعِي مِنْوَالِهِ
بدأ الناظم حفظه الله هذا النظم حامدًا لله تعالى وشاكرًا لنعمه لأن كل أمر لا يبدأ فيه بحمد الله فهو ناقص للبركة والخير , ثم ثني بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم الذى قال عن القران " خيركم من تعلم القران وعلمه" أى تعلمه وأتقنه ونقله إلى غيره من بعد ما تعلمه فهو إذن مع السفرة الكرام البررة تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " الماهر بالقران مع السفرة الكرام البررة" وهذا فضل صاحب القران الذى تعلمه وعمل به وعلمه لغيره , ومن الثواب العظيم لقارئ القران أيضاً أنه يلقى النيى صلى الله عليه وسلم على الحوض فرحاً مستبشراً بعمله الصالح يشرب من يديه صلى الله عليه وسلم شربةً هنيئة . ثم االصلاة على آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم الأطهار وصحابته الكرام وكل من تبع سنته وسار على منواله.
وَسَائِلاً رَبِّي صَفَاءَ اُلنِّيَّة .............وَسَالِكاً طَرِيقَ شَاطِبِيَّة
يقول الناظم حفظه الله: وقد سألت الله عز وجل فى هذا العمل الإخلاص فى النيه والصدق والقبول وسلكت فى هذا النظم طريق الإمام الشاطبى فى منظومته حرز الأمانى ووجه التهانى المسماه بالشاطبية .
وَهَا أَنَا مُجَمِّعاً لِلسُّوسِى ...........لِأَرْفَعَ اُلْوَهْمَ مَعَ اُلْعُبُوسِ
حُرُوفَهُ وأَصْلَهُ الَّذِي وَرَدْ ........طُوبَى لِمنْ أَتْقَنَ أَوْ كثَّرَ رَدّْ
ابْنُ زِيادٍ صالِحُ السُّوسِيّّ ُ ............وعِقْدُهُ مُرَتَّلٌ سَنِيُُّ
ها حرف تنبيه وانا ضمير المتكلم والمعنى: أن الناظم حفظه الله جمع فى هذا النظم كل ما يخص رواية الإمام أبو شعيب صالح بن زياد السوسى من (الحروف) أى الكلمات التى اختلفت فى القراءة عن رواية حفص والأصول المطردة فى رواية السوسى التى وردت عن أهل الأداء وأئمة القراء رغبةً فى رفع (الوهم) الخطأ والإلتباس والجهل عن من لا يعلم هذه الرواية و(العبوس) الضيق والحزن الذى قد يصيب القارئ إذا اخطأ فى القراءة ولم يستطع معرفة الصواب , وقد سمى هذا النظم بالعقد السنى , والعِقْد هو ما تلبسه المرأة للزينة حول العنق وبما أنه ليس عقداً دنيوياً بل متعلق بكلام الله فكان عقدًا ليس ككل العقود وإنما كان عقدًا (سنياً) مرتفع المنزلة , والسنا من الإرتفاع والعلو. وفى نهاية المقدمة يدعو الناظم حفظه الله بالعيش الطيب الهنى و المآب الحسن فى الجنة لمن تعلم هذه الرواية بإتقان وأكثر من ترديد القران وترتيله وتلاوته.
بالعفوِ والإغضاءِ عن يَحيى حَسنْ ...واحمِلْ نِظَامَهُ على الوجْهِ الأسنْ
المعنى : يا من قرأت هذا النظم ووجدت فيه شيئاً من القصور في التعبير أو الزلة في القول فأحسن الظن بالناظم يحيى حسن المريجي ونظمه واغضى الطرف عن الزلة واتبع السنة فى نقده من غير إسائة إلى ناظمه فقد أجتهد ومن اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله أجر..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع..
كتبته الاخت المصرية جزاها الله عنا خيرا وبارك فيها وفي شيخنا الفاضل ، اللهم آمين